❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
حمزة العطار
مأساة تعيشها غزة المحاصرة التي انتقلت من قتال الاحرار إلى قتال الجوعى، ذوو الأمعاء الفارغة، لترسم لوحات عز ألبسه جوعهم كل معاني العزة لغزة ومشاهد الانتصار القادم بعد حين، في ظل صمت عربي الا ما رحم ربي وأمة المليارين تعيش التبعية لبضعة ملايين غربيين ويهود، باتو يحكمون كما يشاؤون دون حسيب أو رقيب لتحز سكين الجزار، رقاب كل من حاول الثورة وتنتهي منه لتنتقل إلى اولئك المطبعين الذين لن يكونو بمنأى عن سكاكينهم التي ستسلك طريقها إلى رقابهم قريبا، فأين هم العرب من كل ما يجري وهل نسوا أمجاد أجدادهم وفتوحاتهم، ونسوا أنهم كانو حتى الأمس القريب أسياد العالم .
مأساة تعيشها غزة. المحاصرة ومعها حصار خانق لكل عربي حر، رفض الخنوع يوماً، فباتت العروبة تهمة، يعاقب عليها فراعنة هذا الزمان، وبات من يتغنون بعروبتهم، غير معنيين بما يجري، قد فُوهت أكمامهم وأُغلقت ولم يعد بمقدورهم جرأة قول الحق حينما يجب أن تُقال .
الصمت العربي الغريب بل المريب مرده أن هؤلاء الحكام على تنوعهم من أمراء ومشايخ وملوك ورؤساء، قد أخرستهم مطرقة ترامب ؤأرعبتهم وسدّت أفواههم عن التجرأ بقول ما يجب أن يُقال، وبات من كانو يحكمون العالم ويصدرون ثقافاتهم إليه، مرتهنين لأمر السيد الذي يفعل بهم ما يريد ويفرض ما يشاء وما على بعض مستعربين الا التنفيذ دون أي حق لهم في الاعتراض أو السؤال .
كارثة غزة اليوم والمجاعات التي تصيب أهلها هي قليل من كثير حاكتها غرف الظلام السوداء لكل المنطقة وتسير من بلد إلى بلد لتقوم بالهيمنة على كل المنطقة، معلنة ولادة الشرق الأوسط الجديد الذي لا يزال بنيامين نتنياهو يتحدث عنه، وما سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وحتى العراق، سوى حجارة شطرنج تتحرك بإمرة السيد وفق ما يشاء لرسم المنطقة كيفما يريد، ولا ترى أصواتاً تصدح سوى بعض القليل الذي غمرته كثرة الخانعين في يومنا، فاختفت تلك الأصوات في ضجيج الخنوع .
اجل ومع كل أسف، فقد لبس بعض الأعراب لباس الذل والخضوع والخنوع، حفاظاً على كراسيهم التي تنذرهم أميركا من زوالها حين كل امتحان .
هل انتهت الحكاية هنا، وتوقفت قصص البطولة التي أعلت جباه العرب في ماضٍ لم يكن بالبعيد، وهل نسي العرب، حكايا أجدادهم اقله في الزمن القريب الذي مضى، من بطولات يوسف العظمة وأحمد عرابي وعمر المختار وآخرين، وباتت سيقان تلك الفنانة أو أرداف فنانة أخرى، تفوق في أهميتها قضايا العروبة ؟
للأسف فإن التدني الذي سيطر على أفكار الاحرار من عرب أنساهم أفعال أجدادهم وفتوحاتهم، بعد أن كانو أسياد العالم دون منازع، صاروا عبيداً لسيدهم الغربي الذي لطالما نهل من ثقافات أجدادنا العرب وأفضالهم، وهل ماتت القضية، وبيعت فلسطين ومعها كثير من أقطار العروبة وحدودها وباتت رهينة ترامب ونتنياهو، يفعلون بها ما يشاؤون، ويتقاسمونها كيفما يحبون، ويمنّون على أهلها ببعض فتات من خيراتها التي أغنت المعمورة ؟
المعركة لم تبدأ بعد، والحق قد اقتربت بشائره، ولم ينسَ أحرار الأمة أفعال وافضال أسلافهم وبطولاتهم، رغم كي الوعي الذي يمارسه الغرب، فلا تزال الأقطار العربية تضج بالأحرار الذين لن يصبروا طويلاً حتى يثأرون ولن تموت حميتهم العربية من الثورة لرفع أي ظلم ورد كل ظالم ومناصرة أي مظلوم، انتظروا فها هي بشائر العزة والعنفوان تتصدر وقريباً سترون ساحات التحرير تقول كلمتها وتفعل فعلها وهو أمر لم يعد بالبعيد .
انتظروا وراقبوا الساحات جميعا وركزوا أنظاركم على ساحات مصر وترقبوا ميدان التحرير ورابعة العدوية لأنه قد اقتربت ساعات امتلائه بالمتظاهرين الداعمين لغزة واهلها وكل قضية عربية محقة، وراقبوا الحدود لأن صيحات الصهاينة ستخرج قريبا مما ستراه في معبر رفح وباقي المعابر مع فلسطين .
ليست أوهام ولا وأماني، بل هي حقيقة، تنطقها قلوب العرب الأقحاح دوماً، تنطق سراً اليوم، لتتجلى أفعال ومواقف علنية غداً، مؤكدة المؤكد أن الروح العربية لا زالت موجودة لن تقتلها اصوات بعض ساسة وحكام حاولوا طمسها، وأن أبواب التحرير باتت قريبة، وساعات المعركة قد دقت معلنة قرب مواقيتها، ليكون لمصر أم الدنيا كلمتها التي معها ستغير المنطقة وترسم الشرق الأوسط الجديد القادم والقريب .
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً بإذن الله .
وما النصر الا صبر ساعة وتوكلٍ على ساحات عربية ستقلب المشهد قريباً، ساحات لم تكن في حسابات الشرق الأوسط الجديد الذي أراده الغرب، ترامب ونتنياهو وسيصنعه العرب، اليمنيون ومعهم كل المصريين .
حمزة العطار